فيينا - زوارة (ليبيا) - اقترح وزير الخارجية النمسوي سيباستيان كورتز ان يمنع الاتحاد الاوروبي الدخول المباشر لطالبي اللجوء الى القارة الاوروبية واحتجازهم على جزر في محاولة لردعهم، مستلهما «النموذج الاسترالي» الذي اثار انتقادات كثيرة. وقال الوزير المحافظ لصحيفة «دي برس» في عددها أمس «يجب على الاتحاد الأوروبي ان يأخذ جوانب من النموذج الاسترالي كمثال» لادارة تدفق المهاجرين. وتبعد البحرية الاسترالية بانتظام قوارب المهاجرين غير الشرعيين عن شواطئها. اما الذين ينجحون في الوصول اليها فيوضعون في مخيمات ايواء قبالة سواحلها، كما هو الوضع في جزيرة مانوس في بابوازيا-غينيا الجديدة او في جزيرة نورو الصغيرة في المحيط الهادئ، او في جزيرة عيد الميلاد في المحيط الهندي، حتى الانتهاء من درس طلباتهم. واوضح كورتز «بطبيعة الحال لا يمكن نسخ النموذج الاسترالي بالكامل، لكن يمكن تطبيق مبادئه ايضا في اوروبا»، معربا عن تشكيكه في مستقبل الاتفاق مع تركيا للحد من تدفق المهاجرين الى اوروبا. واشار الى ان عمليات احتجاز المهاجرين على جزر، كانت مطبقة ايضا في الولايات المتحدة حيث عمدت ادارة الهجرة الاميركية في النصف الاول من القرن العشرين الى احتجاز المهاجرين الجدد على جزيرة إليس الواقعة عند مصب نهر هدسون في نيويورك. وشدد الوزير النمسوي على ان احتجاز المهاجرين على جزر هو سبيل لردع وصول مزيد من طالبي اللجوء. وقال كورتز ان انقاذ زوارق المهاجرين التي توشك على الغرق كما حصل في الايام الاخيرة قبالة السواحل الليبية «يجب الا يوفر تذكرة سفر الى اوروبا». واعرب عن الامل في «ان يطرح الاتحاد الاوروبي المبدأ بوضوح، بحيث ان الذين يحاولون الدخول الى اوروبا بطريقة غير مشروعة يجب ان يفقدوا حقهم بطلب اللجوء فيها». في السياق، عثر منذ الخميس على جثث 132 مهاجرا قرب مدينة زوارة الساحلية في غرب ليبيا. وكان الهلال الاحمر الليبي اعلن الجمعة العثور على 117 جثة تعود غالبيتها الى نساء اضافة الى ستة اطفال على شواطىء زوارة القريبة من الحدود التونسية. وقال محمد المصراتي المتحدث باسم الهلال الاحمر ان «العدد الكامل لجثث المهاجرين التي عثر عليها على شواطىء زوارة منذ الخميس هو 129. تم العثور على 117 الخميس وعلى 12 الجمعة».(ا ف ب).