عبر الرئيس التشيكي ميلوس زيمان في كلمة له عن تعازيه الحارة للشعب الاردني والمملكة لما اقترفته ما يسمَّى بـ»الدولة الاسلامية» من خلال جريمتها النكراء بحق الانسانية، قائلا: « اننا بحاجة اليوم للتضامن مع الاردن ليس بالاقوال وانما بالافعال».
واشار «زيمان» خلال افتتاح اعمال منتدى الأعمال الأردني التشيكي امس في عمان الى مجالات التعاون التي يمكن ان تساعد فيها بلاده المملكة بشكل اساس خاصة في المجالات الدفاعية الطاقة والطاقة المتجددة والمجال السياحي من خلال الشركات التشيكية المعروفة في هذا المجال وتعزيز التبادل السياحي بين البلدين الصديقين من خلال اطلاق رحلات مباشرة بين عمان وبراغ.
واوضح انه تقديرا من بلاده لشجاعة وحكمة جلالة الملك عبدالله الثاني وللاردن سيتم للمرة الاولى في تاريخ الجمهورية التشيكية منح جلالته اعلى وسام برتبة الاسد الابيض.
ومن جانبه قال وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور محمد حامد ان اعتماد الاردن بشكل كبير على استيراد النفط والغاز له تأثير ات سلبية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية مبينا ان الحكومة تبذل جهودا كبيرة من اجل تنويع مصادر الطاقة عن طريق ادخال الصخر الزيتي ومصادر الطاقة المتجددة كلها بهدف تقليل الاعتماد على النفط المستورد.
وبين ان استراتيجية الطاقة للفترة 2007-2020 تنسجم مع طموحات واهداف التركيز على امن الطاقة والتي تهدف الى تعزيز مساهمة مصادر الطاقة المحلية في الخليط الطاقة وتحقيق امن التزود بالطاقة.
وقال حامد إن الأردن أرسى أطر السياسات اللازمة وكذلك الأدوات القانونية والتجارية للطاقة المتجددة، ومؤكدا ان المملكة على استعداد الآن لجذب واستقبال الاستثمارات التجارية في هذا المجال من أجل تحقيق أهداف الحكومة المتمثلة تنويع مصادر الطاقة الوطني.
واوضح حامد أن قانون الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، حيث يتيح للمستثمرين تحديد وتطوير مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية المربوطة على الشبكة وبيع الطاقة الفائضة للشبكة الوطنية.
وبين ان الحكومة وضعت سياسة لتسهيل الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجدة من خلال اتباع سياسة تقديم العروض المباشرة لمشاريع الطاقة المتجددة في مجال الشمس والرياح ونتج عنها توقيع عدة مذكرات تفاهم منها مشروع طاقة الرياح بقدرة 117 مجيا واط في محافظة الطفيلة وحوالي 200 مجياواط في العديد من منطاق المملكة وغالبيتها في معان.
واشار الى ان الحكومة تعتزم تنفيذ مشروع انتاج الطاقة من الرياح بقدرة 66 ميجاواط في محافظة معان بتمويل من المنحة الخليحة.
وعلى نطاق مشاريع الطاقة المتجددة الاصغر قال حامد انه تم اتخاذ اجراءات لتحفيز المستهلكين على استخدام الخلايا الشمسية على اسطح المنازل بهدف التقليل من استخدام الطاقة في المنازل حيث تم استقبال حتى الان 4 الاف طلب من شركات التوزيع.
فيما يتعلق بالصخر الزيتي بين حامد انه تم توقيع اتفاقيات مع العديد من الشركات اهمها الشركة الاستونية لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 470 ميجاواط من حيث يتوقع استكمال المشروع مع حلول العام 2018 اضافة الى توقيع اتفاقية مع الشركة العربية السعودية لانتاج النفط من الصخر الزيتي.
ومن اجل تنويع مصادر الطاقة قال حامد « يتم العمل حاليا على تهيئة موانئ للغاز الطبيعي المسال في العقبة حيث تم توقيع اتفاقية مع شركة شل العالمية حيث تتيح الاتفاقية للشركة تزويد الغاز للمملكة بحوالي 150 مليون قدم مكعب يوميا «.
ومن جانب اخر اكد نائب وزير الصناعة التشيكي فلاديمير بارتول ان حكومة بلاده تبحث عن فرصة جديدية وسبل لتعزيز التبادل التجاري واقامة مشاريع مشتركة بين البلدين.
وقال بارتول « ما نستطيع توفيره الان ليس قطاع الطاقة التقليدية فقط وانما الطاقة التلقليدية النووية اضافة الى قطاع الطاقة المتجددة» مبينا ان لدى بلاده شركات عدة حول العالم متخصصة في تنقية المياه والتخلص من النفايات.
واشار بارتول ان العلاقات التشكيلة الاردنية عميقة و طويلة الامد داعيا القطاع الخاص في كلا البلدين الى ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بين البلدين.
يضم الوفد التشيكي التخصصات تتمثل في تسويق البصريات، الطاقة النووية، عدد كهربائية، هندسة مدنية، الدفاع الوطني، المحامين، إدارة الأعمال، العقارات، العدد والآلات الأتوماتيكية، المواد الهندسية، التجارة العامة، التمويل والبنوك، التأجير، النقل، المواد الطبية، البرمجيات، شركات التوظيف، آلات التعدين، الأنابيب الصناعية.
وبدروه اكد النائب الاول لرئيس غرفة تجارة الاردن غسان خرفان ان الاردن يتمتع بعلاقات اقتصادية وسياسية واستثمارية قوية ومتينة مع كافة الدول الشقيقة والصديقة في العالم مشيرا الى ان علاقة الأردن مع جمهورية التشيك تعد من العلاقات التي تحرص قيادتا وحكومتا البلدين على تعزيزها في مختلف الانشطة والمجالات
واشار الى ان القطاع الخاص في الأردن يقوم بدور فعّال وعالي المستوى في مجال تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، حيث يتمتع الأردن بعضويتة في عدة اتفاقيات إقليمية ودولية إضافة إلى الموقع الاستراتيجي للمملكة الذي يقع في منطقة جغرافية مميزة وعلى مقربة من أسواق الخليج العربي ودول شمال أفريقيا.
واكد خرفان ان الأمن والاستقرار بشتى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تعد من الميزات الاستثمارية التي تدعم بيئة الأعمال وتجعلها اكثر حداثة وتطورا في تشريعاتها لتنسجم مع تحقيق مبادىء حرية العمل والانفتاح الاقتصادي على العالم.
ودعا القطاع الخاص التشيكي للتعرف على امكانات وفرص الاستثمار والمشاريع المجدية في الأردن للاستثمار بشكل منفرد او بالمشاركة مع نظرائهم الأردنيين، خاصة أن المناخ الاستثماري الاردني يستند إلى مجموعة من القوانين والتشريعات والأنظمة العصرية التي تنسجم مع المتغيرات العالمية.
وبين إن حجم الميزان التجاري بين الأردن وجمهورية التشيك يُعد ضعيف ودون مستوى طموحات البلدين ولا يمثل مستوى الصداقة التي تربطهما، حيث نجد أن الميزان التجاري يميل بشكل ملحوظ لصالح جمهورية التشيك، مما يشير إلى خلل يتوجب على القطاع الخاص في البلدين معالجته.
وبين ان المنتدى والفعاليات تتمكن من إلقاء الضوء على سبل تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية ليحقق الأهداف المرجوة منه، حيث نعتبر زيارتكم هذه للمملكة وانعقاد هذا المنتدى خطوة أساسية ومهمة جداً على طريق بناء جسور التعاون والصداقة الحقيقية.
وتم على هامش المنتدى توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والثروة المعدنية ووزارة الصناعة التشيكية لفتح آفاق من التعاون بين البلدين بمجالات الكهرباء والطاقة المتجددة وترشيد الطاقة والطاقة النووية والغاز الطبيعي والصخر الزيتي الى جانب التعاون الفني ونقل الخبرات والتدريب.
كما تم توقع اتفاقية تعاون بين هيئة الطاقة الذرية ومركز الأبحاث النووي في التشيك للتعاون بمجالات الدراسات والبحث والآمان النووي.
كما وقعت غرفة تجارة الأردن واتحاد الصناعات التشيكي مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين الجانبين.
يذكر ان الاردن يستورد من جمهورية التشيك الحليب والقمح واجبان وقضبان حديد او صلب واجهزة اشعاع حراري من حديد صلب فيما يصدر الأدوية ومستحضرات العناية بالبشرة واوعية زراعية من خزف.
