قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان أمس إن نحو 50 ألف مدني عادوا إلى مناطقهم المحررة في الساحل الأيسر (الجزء الشرقي) من مدينة الموصل. وتحدثت مجموعة من العائدين التقاهم المرصد العراقي في أحياء بلدة كوكجلي عن معاناتهم في المناطق المحررة، إذ إن «المياه تنقطع كثيرا والكهرباء غير متوفرة، أما من ناحية الخدمات الأخرى مثل المراكز الصحية وغيرها فهي غير كافية».
وأضاف هؤلاء أن «البعض منهم يستخدم المياه غير الصالحة للشرب ويحاولون تعقيمها قدر الإمكان، رغم أن هناك حالات مرضية انتشرت بين الأطفال بسبب المياه الملوثة وكذلك شح الوقود وعدم توفر الكهرباء، التي تساعد على تشغيل أجهزة التدفئة».
وشكا آخرون من عدم صرف رواتب الموظفين ونفاد المواد الغذائية التي كانوا يخزنونها، ولم يعد بإمكان أغلب العوائل شراء المواد الغذائية من الأسواق.
يذكر أن الحكومة العراقية في بغداد أعلنت أنها مع مجموعة دعم الاستقرار الدولية، أقرت في اجتماع طارئ عقد في الـ19 كانون الثاني تنفيذ 27 مشروعا خدميا في المناطق المحررة توزعت بين إعادة تأهيل المراكز الصحية ومشاريع الماء والمدارس، فضلا عن تنظيف المناطق السكنية، كما شملت المشاريع التي تم التوقيع على إقرارها تأهيل عدد من الأبنية الحكومية.
ودعا المرصد الحكومة العراقية إلى ضرورة الإسراع في توفير الخدمات للمناطق التي حُررت في مدينة الموصل والتي بدأت العوائل النازحة بالعودة إليها تدريجيا، مشددا على ضرورة أن تبدأ الحكومة المحلية في محافظة نينوى بمباشرة عملها من داخل أحياء الساحل الأيسر والمساعدة في فتح المراكز الصحية والتعليمية والخدمية، وتوفير الحد الأدنى من متطلبات العيش للعائدين.
في سياق آخر، اعلن حلف شمال الاطلسي بدء برنامج في الاراضي العراقية لتدريب قوات الامن على تعطيل «العبوات المتفجرة» التي يستخدمها تنظيم داعش. واضاف الحلف في بيان ان «حوالى 30 جنديا يشاركون في الدورة الاولى التي تستمر خمسة اسابيع»، موضحا ان بلدانه قدمت معدات حماية للجنود في اطار تدريبهم.
وذكر الحلف الاطلسي ان هذا البرنامج الجديد سيجرى «بالتوازي مع تدريبات يقوم بها الحلف الاطلسي في العراق على صعيد التعاون المدني العسكري»، مذكرا بأن بلدان الاطلسي وافقت خلال قمة وارسو في تموز 2016، على نقل تدريبات تجري في الاردن حاليا الى العراق. واعلن الامين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في بيان، ان هذا النوع من البرامج يساهم في «تعزيز قدرة العراق على محاربة داعش وضمان سلامة» البلاد. واضاف ان «افضل سلاح متوافر لدينا من اجل مكافحة الارهاب هو تدريب القوات المحلية»، معتبرا ان «جيشا عراقيا يتسم بمزيد من القوة والفعالية يعني عراقا ينعم بمزيد من الامان وشرق اوسط اكثر استقرارا».
ويتضمن دور الاطلسي في المنطقة، منذ تشرين الاول الماضي، دعما تقدمه طائراته الايواكس للمراقبة الى التحالف الدولي الذي يحارب داعش. وتعد هذه الطائرات المزودة برادارات قوية بين التجهيزات النادرة الموضوعة مباشرة في تصرف الحلف فيما تمتلك دوله القسم الاكبر من المعدات العسكرية. ويمكن ايضا تحويل هذه الطائرات الى مراكز قيادة لتنسيق عمليات القصف والعمليات الجوية الاخرى.