عمان - الدستور
انتقد المفكر السعودي احمد عدنان مواقف بعض الدول العربية التي وصفها بالمراقبة للحرب التي يشنها الاردن ضد تنظيم «داعش» لافتا الى انه لا يجوز ترك المملكة الاردنية الهاشمية وحيدة في محاربة هذا التظيم الارهابي الذي يستهدف كل جذور الامة الاسلامية والعربية.
وقال عدنان لـ «الدستور» إن جلالة الملك عبدالله الثاني قدم للعرب نموذجا صارخا في ادارة الحكم بحنكة واقتدار، مبينا ان تعامله الصارم مع تنظيم «داعش» الارهابي جاء استمرارا لنهجه المعزز للاعتدال والمدمر للتطرف.
واوضح ان الجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم «داعش» الارهابي بحق شهيد الامة الطيار الاردني معاذ الكساسبة كان يجب ان تكون سببا كافيا لتحريك الطيران الحربي والجيوش العربية لاستئصال جذور هذا التنظيم لا ان يترك الاردن وحيدا في انجاز مهمة حماية الامتين العربية والاسلامية وانظمة حكمهما من خطر الارهاب الداعشي.
واشار الى ان جلالة الملك عبدالله الثاني قام بواجبه الانساني والديني وفقا لما يمليه عليه ارثه التاريخي وهو الواجب الذي ابهر العالم الغربي والولايات المتحدة والشعوب العربية والاسلامية عندما حرك اسراب سلاحه الجوي لضرب تنظيم «داعش» الارهابي في عقر داره.
وقال ان جلالة الملك عبدالله الثاني الذي اصبح نموذجا للحاكم لدى الشعوب العربية والاسلامية وعد شعبه بالانتقام السريع والحازم من زمرة «داعش» الارهابية وما هي الا ساعات حتى نفذ ما وعد به شعبه انتقاما لشهيد الحق الطيار الكساسبة.
واخذ عدنان على الدول العربية موقفها السلبي من قضية دعم الاردن قائلا: «ربما نفهم عدم مشاركة الطيران الحربي العربي في اسناد الاردن بهجماته ضد «داعش» لكن ما لا نستطيع فهمه حتى الان لماذا لم يقدم العرب مساعدات عسكرية عاجلة للاردن تعينه في حربه ضد هذا التنظيم الارهابي الذي يستهدف الجميع بلا استثناء».
وبين ان الدول العربية مطالبة الان بالتحرك العاجل لاسناد الاردن في حربه ضد العدو الاول للانسانية والبشرية داعيا القادة العرب الى اخراج سلاح الطيران الحربي المكدس في المستودعات وشحنه الى الاردن الذي يحتاج هذا السلاح في معركة يخوضها نيابة عن العرب والمسلمين.
وقال ان الاردن مستهدف من قوى الارهاب والظلام لما يمثله من قيم نبيلة وسامية كالتسامح والتعايش والتنوع والاعتدال وهي النقيض للفكر الارهابي لذلك فاستهدافها يقصد القيم التي تمثلها وتمثلنا ونؤمن بها جميعا ولذلك علينا الاصطفاف الى جانب الاردن لان هذا الاصطفاف يعني وقوفنا صفا واحدا متراصا ضد الارهاب والتطرف.
واستعرض عدنان مواقف الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لافتا الى ان جلالته منذ توليه الحكم وهو يتصدى للارهاب نيابة عن العرب رغم الثمن الذي دفعه من شهداء في تفجيرات فنادق عمان التي زادته اصرارا على مواصلة محاربة الارهاب بكل اشكاله.
وقال ان الاردن المكبل ببضع ازمات اقتصادية تمكن بامكاناته المحدودة من حماية الحدود العربية من التوسع الاسرائيلي اضافة لمساعدت الاشقاء العرب في ازماتهم الداخلية التي يواجهونها مشيرا الى ان الاردن المعطاء الذي يقدم المساعدات رغم شح امكاناته الاقتصادية والعسكرية يحتاج الان الى رد الجميل لانه يخوض حربا نتائجها واهدافها تضمن للامتين العربية والاسلامية اجتثاث الارهاب وتجفيف منابعه.