"الحلال والحرام في الإسلام"، ولازلنا في موضوع اللباس والزينة، وقد أنهينا في الدرس الماضي بفضل الله عز وجل ما يتعلق من اللباس بالرجال، وننتقل اليوم إلى ما يتعلق من اللباس بالنساء.
أيها الأخوة الكرام: لاشك أن ألصق شيء بدين المرأة لباسها، لأن لباسها على قدر دينها، فكلما كان لباسها سابغاً كان دينها متيناً، و النبي صلى الله عليه و سلم حينما حرم الذهب من خلال السنة النبوية لقول الله عز وجل:
﴿وما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحيٌ يوحى﴾
[سورة النجم: الآية 3 ـ 4 ]
حينما حرم الذهب والحرير على المؤمنين أحلّ للنساء المؤمنات التزين بالحرير والذهب، ذلك أن وظيفة المرأة تختلف عن وظيفة الرجل، المرأة جعلها الله محببةً، و أودع في فطرتها حب التزين.
لاحظ طفلاً صغيراً قد يمسك بقضيب ويركبه كأنه فارس، انظر إلى طفلة صغيرة تمسك الوسادة وتضمها إلى صدرها، وتربت عليها وكأنها أم لها، هذا مُركب في أصل الفطرة، فجلت حكمة الله عز وجل، الطفل الصغير قبل أن يعي دوره في الحياة يقلد الفرسان، والبنت الصغيرة قبل أن تعي دورها في الحياة تقلد الأمهات، فهذا مركب في أصل الفطرة.